ابراهيم عيسى: الحكم خطر على الجماعة الصحفية
السجن شهرين للصحفي المعارض إبراهيم عيسى بقضية صحة مبارك
الصحفي إبراهيم عيسى
أكد مصدرٌ قضائي أن محكمة استئناف القاهرة أصدرت الأحد 28-9-2008 حكمًا بالسجن شهرين على رئيس تحرير صحيفة الدستور إبراهيم عيسى في القضية المتعلقة بنشره مقالا تناول شائعات حول صحة الرئيس المصري حسني مبارك.
ويعد هذا الحكم قابلاً للتنفيذ فورًا
قال ابراهيم عيسى إن "الحكم سيجري تنفيذه، وسيتم النقض فيه أثناء ذلك، ومن العادة أن يستغرق البت في النقض ما بين 5 و6 شهور، وهذا معناه أن حبسي شهران واقع لا محالة".
وحذر عيسى من خطورة هذا الحكم على الصحفيين في مصر بوجه عام "الحكم ليس خاصا بي بسبب موقفي من النظام، ولا يجب النظر له من هذه الزاوية فقط، لكنه يشكل خطورة حقيقية على الحياة السياسية، ويضع الجماعة الصحفية أمام التهديد المستمر بالحبس، وما يتبع ذلك من خلق مناطق محظورة وتوسيع الخطوط الحمراء، مشكلا كارثة للحريات العامة والصحفية".
وأضاف عيسى "سأقضي شهرين في السجن بسبب مقال وليس خبرا، وهذا معناه أن حبس صحفي يبدي رأيا في قضية عامة، شهرين أو ثلاثة أو أكثر صار أمرا عاديا، إذا رأى النظام أنه دخل في المحظورات والخطوط الحمراء، وقد يقضي السنة كلها في السجن عقابا على أرائه".
واستغرب ابراهيم عيسى أن تسعى الدولة للاساءة لسمعتها، بالاستمرار في ملاحقة الصحفيين ووضعهم تحت طائلة التهديد المستمر بدخول السجن في قضايا النشر، وهو ما يجب أن تقف الجماعة الصحفية في مواجهته فورا، حفاظا على حرياتها وحقوقها.
واعتبر عيسى أن الحكم يعكس "أزمة نظام استبدادي".
وكانت محكمة جنح في القاهرة قضت في مارس/ آذار الماضي بحبس عيسى ستة أشهر بعد ما دانته بنشر أخبار كاذبة حول صحة الرئيس حسني مبارك "أضرت بالمصلحة العامة والاقتصاد القومي".
وتمت محاكمة عيسى بعد أن تقدم جهاز أمن الدولة التابع لوزارة الداخلية المصرية ببلاغٍ للنيابة العامة يتهم فيه عيسى بـ"نشر أخبار كاذبة عن صحة الرئيس المصري من شانها الإضرار بالمصلحة العامة والاقتصاد القومي" على خلفية شائعةٍ سرت على نطاقٍ واسع في مصر في أغسطس/ آب 2007 حول تدهورٍ شديدٍ في صحة مبارك، وتناولتها صحف مستقلة ومعارضة عدة، وثبت أنها عارية من الصحة.
وقال عيسى في مقالٍ نُشر في الصحيفة إن هناك تقارير عن مرض مبارك بقصورٍ في الدورة الدموية يتسبب في إصابته باختلال التوازن.
وعيسى دائم الانتقاد لمبارك وأسرته، ويبرر ذلك بأن حكام الدول يجب ألا يحاطوا بقداسة.
وكانت واشنطن من جانبها، وعلى إثر صدور عدة أحكام قضائية ضد رؤساء تحرير صحف مستقلة، أعربت عن قلقها "البالغ" إزاء الأحكام، بينما ردت عليها القاهرة باعتباره "تدخلاً لا تقبله مصر في شؤونها الداخلية". |